الخميس، 14 أغسطس 2014

نبى الله نوح يسكر ويتعرى تكوين 9 عدد21-25

 نص الشبهة :
اقتباس:
ثانياً : عند اللواط أو السحاق : عقوبتهما الموت ... طبقاً لما جاء في سفر اللاويين 18 عدد 22 ، عدد 29 (( وَلاَ تُضَاجِعْ ذَكَراً مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. .. ... 29بَلْ كُلُّ مَنْ عَمِلَ شَيْئاً مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ تُقْطَعُ الأَنْفُسُ الَّتِي تَعْمَلُهَا مِنْ شَعْبِهَا ))
فإذا كان اللواط عقوبته الموت حسب الشريعة ، لنرى ماذا يقول الكتاب المقدس :
نبى الله نوح يسكر ويتعرى: وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ .. تكوين 9 عدد21-25
تُرى ما الذى فعله حام بأبيه؟ هل زنى بأبيه كما صرح بذلك بعض علماء اليهود وبعض قساوسة أمريكا ؟
الرد بنعمة الرب
 
 
يريد المعترض ان يحمل النص ما لا يوجد فيه من الاساس بأن يجعل حام قد فعل خطية الشذوذ مع ابيه نوح .. هذا ما ينتج من فكر الباحث الاسلامي فأول ما يراه هو الجنس و ان لم يوجد يبحث عنه بأي وسيلة

لندقق في النص اولا ثم نري ما قاله العلماء الشرقيين و الغربيين

وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا.
تك 9 : 20
ابتدأ نوح يكون فلاحا فهذه هي اول اعماله انه عمل بالفلاحة بعد ان خرج من الفلك . و صنع كرم من العنب و بعد ذلك صنع عصيرا منه

- و لم يقل الكتاب انه كان يعلم انه مسكرا بل علي العكس ينفي عنه ذلك الكتاب بقوله ( ابتدأ ) و اذ لم يكن يعلم ان كان هذا مسكرا و لا رأي احدا يشرب منه

- و ايضا يجب ان نعرف ان هذا قبل ان توجد شريعة مكتوبة في عصر موسي بمئات السنين

وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ.
تك 9 : 21
بعد ان سكر نوح دون ان يقصد تعري ( داخل خباءه ) و ليس خارجه و ليس امام الناس بل في خيمته . و هذه نتيجة السكر الشريرة

فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا.
تك 9 : 22
مكتوب انه هنا ابصر فقط . و لا حتي تكلم كلمة بل فقط انه رأه عاريا . و ذهب ليخبر اخويه ليرا اباهما عاريا و يسخران منه .
و خطيته هنا انه لم يحترم ابيه و لم يصن عورته بل ذهب الي اخوته ليجعل من ابيه اضحوكة بينهم

و هذا ما لم يرضي به اخوته بل يقول الكتاب :
فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا.
تك 9 : 23

فقد سترا عورة ابيهما في منتهي الاحترام له و لم يهيناه كما فعل حام

فأين هو الاتهام بالشذوذ و هذا التفكير المختل ؟!

و لنري ما قاله المفسرين الشرقيين :

الاب تادرس يعقوب : (1)
على أي الأحوال غرس نوح كرمًا غالبًا ما كان لا يدرك فاعلية عصير الكرم المختمر. لذا يرى بعض الآباء في نوح أنه أول من اختبر المسكر[198]. إن كان قد سكر بمعرفة أو غير معرفة فقد تعرى، وسجل لنا الكتاب المقدس هذا الضعف ليؤكد لنا أن الخلاص لم يكن بسبب بر نوح الذاتي فإن كان بارًا إنما بسبب النعمة التي كانت تسنده في جهاده.

إذ تعرى نوح أبصر حام عورة أبيه، أما سام ويافث فبوحي الناموس الطبيعي حرصا ألا يبصروا عورة أبيهما. هنا تظهر وحدة الناموس الطبيعي والناموس المكتوب وتطابقهما، إذ يحذر الناموس الإنسان من كشف عورة الأب أو الأم (لا ٨: ٦- ١٨). هذا وكشف العورة لا يفهم فقط بالمعنى الحرفي البحت، إنما ربما يقصد به عدم الاعتداء على زوجة الأب أو ارتكاب الفتاة شرًا مع زوج أمها...! لكن ما فعله حام كان فيه سخرية بأبيه المتعري بالمعنى الحرفي لمعنى التعرية.


الاب انطونيوس فكري : (2)
غالبًا سكر نوح بعد أن شرب من الخمر دون أن يعرف أن هذا الخمر يكون نتيجته العري والاستهزاء ولفقدان الإنسان لكرامته. عمومًا نحن نصلي لله قائلين إغفر لنا خطايانا التي صنعناها بمعرفة وبغير معرفة. ومرة أخري نري تفسيرًا لأن نوح كان كاملًا في إجياله أي كمال نسبي. فها هو له سقطات أيضا. وها نحن نجد الخمر وقد عرت هذا القديس الذي لم تطوله مياه الطوفان وظل مستترًا أكثر من 600 عام. فالخطية هي بالحقيقة الخمر المسكر الذي يعري النفس ويفضحها، أما السيد المسيح فهو اللباس البهي الذي يستر النفس من فضيحتها الأبدية. ولاحظ أن سبب خطية نوح مثل آدم.. البطن التي تتخم وعندئذ تثور الأعضاء. ورأي القديس جيروم أن في هذه القصة رمز لعمل المسيح فهو شرب كأس الألم علي الصليب ومن أجلنا تعري علي الصليب فسخر به الأشرار(حام وكنعان) بينما آمن به الأمم (سام ويافث) ولنذكر قول المسيح "إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس مت 39:26. وجاء حام وضحك كما ضحك اليهود وإستهزأوا بالمسيح. والأمم غطوا آلامه بإيمانهم.

آية 22: من يكشف عورة الآخرين أي يذيع خطاياهم ويفضحهم يلعن.

آية 23: من يستر عورة الآخرين يستره الله (مثال أبومقار) هما صنعا هذا بالناموس الطبيعي.




الارشدياكون نجيب جرجس : (3)
نري هنا :
1 - شرب نوح الخمر و تعريه : و الكتاب المقدس لنزاهته و صدقه يذكر جميع الوقائع التاريخية كما حدثت , و يروي ما وقع فيه حتي الابرار من الاخطاء ليبين كيف يتعرض الناس للسقوط , ليكونوا عبرة للاجيال و المقصود بالخباء ( الخيمة ) .

2 - تصرف حام : راي حام اباه عاريا , و بدل ان يغطيه ليستر سوءته مضي الي اخوته و اخبرهما بما رأي تهكما علي ابيه .

3 - عمل سام و يافث : اما سام و يافث فقد تصرفا تصرفا لائقا لانهما اكرما اباهما و لم يشهرا به مثل ما عمل حام . و ( الرداء ) ثوب واسع مثل العباءة او الجبة .......



القديس يوحنا ذهبي الفم
:(4)
ان الكتاب الالهي لم يسجل فضائل القديسيين فقط بل و ذنوبهم ايضا , لكي ننافسهم في الاولي و نهرب من الثانية , و ليس هذا فحسب لكن قد يظهر لك الكتاب صديقين قد اخطأوا عدة دفعات , و مجرمين قد اقلعوا عن خطأهم مرات كثيرة , لكي اذا ما رأي الناهض ابرارا قد سقطوا ألا يثق , و المنغمس في الهفوات اذا ما عاين كثيرين قد انتشلوا و الي الذروة نفسها و صلوا فلا ييأس .

و قول الكتاب ( و شرب من الخمر فسكر و تعري داخل خباءه ) فاذا ما سمعنا نحن المنغمسين في مثل هذه الجرائم ان هذا الصديق الكامل الذي قبل الشهادة من الله , قد شرب الخمر و سكر , فكيف لا نحرص غاية الحرص في الهروب من ثقل السكر .

ان الصديق لم يشرب من الخمر عن شره , لكن من قلة خبرته بالحال , و إما انه لم يشرب الخمر علي الاطلاق , فاسمع الكتاب نفسه يقيم العذر في هذا بما يقوله ( و ابتدأ نوح يكون فلاحا و غرس كرما ) اذ ان قوله ( و ابتدأ ) يدل علي فرط جهله و قلة خبرته , فعسي ان يكون نوح قد ذاق الثمرة و عسر عناقيد و تناول منه , و لما لم يكن قد ذاقه اولا , ولا رأي احد تناول منه شيئا فلم يعرف مقدار المأخوذ منه , و لا كيف ينبغي ان يستعمل , فسكر لجهله بهذه الامور .

قول الكتاب عن حام ( و اخبر اخويه خارجا ) عسي ان يكون هناك قوم اخرين فيعلمهم عورة ابيه , بهذا المقدار كان دهاء هذا الغلام .


و من المفسرين الغربيين :

وليم مارش :(5)
وَٱبْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحاً وَغَرَسَ كَرْماً الخ (وفي الأصل العبراني «نوح رجل حقل ( «ادمه» أو أرض معدة للزراعة) أخذ يغرس كرماً» وهذا يدل أنه كان فلاحاً من أول أمره فالأمر الجديد هو أنه غرس كرماً. ولم تزل الكروم كثيرة نامية في أرمينية. والظاهر أنه لم يكن يعرف أو يظن إن الخمر تسكر حتى شربها وصار أول السكيرين في العار. وقوله «تعرّى داخل خبائه» يدل مع مساعدة الأصل العبراني على أنه أبدي عورته عمداً لا سهواً أو إن ذلك كان اتفاقاً ولا ريب في أن الذي حمله على ذلك السكر.
فَأَبْصَرَ حَامٌ... وَأَخْبَرَ الخ لم يكن ذنب حام بأن رأى بل بأن أخبر ولا سيما إن كان قصده بالإخبار الهزء والاستهانة بأبيه. أما أخواه فكانا تقيين مكرمين لأبيهما فسترا عورة أبيها بالرداء بدون أن يرياها وكان على حام أن يسترها كذلك ولا يتكلم. والرداء هنا قطعة من النسيج أٰو عباءة أو ملحفة يشتمل بها أي يغطي بها بدنه.


Clarke
:6
And Ham, the father of Canaan, etc. - There is no occasion to enter into any detail here; the sacred text is circumstantial enough. Ham, and very probably his son Canaan, had treated their father on this occasion with contempt or reprehensible levity. ,
و حام ابو كنعان , - لا داعي من الدخول في اي تفاصيل هنا , فصراحة النص تكفي . حام و من المحتمل جدا ابنه كنعان , لم يحترموا ابيهم في هذه الحالة بل زموه و ازدروا به .


Gill : 7
And Ham, the father of Canaan, saw the nakedness of his father,.... Which, had it been through surprise, and at an u*****es, would not have been thought criminal; but be went into his father's tent, where he ought not to have entered; he looked with pleasure and delight on his father's nakedness:
و حام ، ابي كنعان ، رأي والده عاريا , ... و لو كانت هذه مفاجأة و بدون قصد لما كانت هناك خطية ; لكنه ذهب الي داخل خيمة والده , حيث ما كان يجب ان يدخل ; و نظر ببهجة و سخرية من عري والده


Geneva Study Bible
: 8
(p) Of whom came the Canaanites that wicked nation, who were also cursed by God.
(q) In derision and contempt of his father.
الذي منه جاء الكنعانيون الامة الشريرة الملعونين من الله
و هذا لانه سخر و ازدري بوالده


Guzik :9
Ham’s only sin here was in seeing Noah’s drunken, uncovered state, and that he made fun of him, mocking him as a father and as a man of God.
i. Literally, the ancient Hebrew says that Ham “told with delight” what he saw in his father’s tent. He determined to mock his father and underminine his authority as a man of God.

خطية حام الوحيدة انه رأي نوح سكران و عاري و ضحك و سخر منه كأب و كرجل الله
و في كتابات عبرية قديمة يقولون انه سخر من ابيه عندما رأه في الخيمة . و عزم علي السخرية من ابيه و يزعزع سلطته كرجل الله



وَ لإِلهَنَا كُلُّ مَجْدٍ وَكَرَامَةٍ إِلَى الأَبَدِ
+آمِينَ+

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
1 - من تفاسير و تأملات الاباء الاولين . سفر التكوين الاصحاح التاسع


2 - تفسير العهد القديم . كنيسة السيدة العذراء بالفجالة . سفر التكوين الاصحاح التاسع

3 - سفر التكوين . للارشدياكون نجيب جرجس .ص 163

4 - شرح سفر التكوين . للقديس يوحنا ذهبي الفم . ص 92 - 93

5 - السنن القويم في تفسير العهد القديم . سفر التكوين الاصحاح التاسع

6 - Clarke's Commentary on the Bible << Genesis 9 >>

7 - Gill's Exposition of the Entire Bible << Genesis 9 >>

8 - Geneva Study Bible << Genesis 9 >>

9 - Guzik Bible Commentary << Genesis 9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق