الخميس، 14 أغسطس 2014

القاب المسيح الالهيه .. للقديس باسيليوس الكبير

فان الأسفار المقدسة لا تصف الرب باسم واحد، ولا تعلن ألوهيته بما تستخدمه من الاسماء والاوصاف بل في مناسبة تستخدم مصطلحات تعبر عن طبيعتة الالهية مثل الاعتراف بأن اسم الابن هو فوق كل اسم (في2: 9) أو نتكلم عن الابن الحق (مت14: 33، 27: 54) أو الاله الابن الوحيد  (يو1: 18) أو قوة الله (1كو1: 24) وحكمة الله (1كو1: 24) أو اللوغوس (يو1: 1) بسبب كثرة السبل التي تصلنا بها النعمة، لأن غنى صلاحه فائق (رو2: 4) ويعطينا حسب حكمته المتنوعة ما نحتاجه جميعًا لذلك تصفه الأسفار بألقاب أخرى مثل الراعى (يو10: 12) والملك (مت21: 5) والطبيب (مت9: 12) والعريس (مت9: 15) والطريق (يو14: 6) والباب (يو10: 3) والينبوع (رؤ21: 6) والخبز (يو6: 12) والفأس (مت3: 10) والصخرة (1كو10: 4"). وكل هذه الالقاب لا تعبر عن طبيعته وانما كما شرحت قبلاً تعبر عن أعماله المتنوعة التي تؤثر فينا والتي تصدر عن رحمته العظيمة وتوهب لخليقته فيوزعها هو حسب احتياج كل واحد منها .

فالذين يلجأون إليه طلبًا للمعونة يحتملون بعنايته التي تضبط كل الأمور، بالصبر على الالتصاق به يغيرون طريقهم هؤلاء، يدعون "خراف"، ويعترف "بأنه راعى" الذين يسمعون صوته ويرفضون سماع صوت الغريب أي التعاليم المنحرفة ولذلك يقول "خرافي تسمع صوتي"، وهو ملك الذين وصلوا إلى درجة عالية فأصبحوا في حاجة ماسة إلى حقه الملوكي، وهو الباب الذي يدخل منه بواسطة وصاياه، البشر الذين يعيشون في الصلاح، ويظل الباب بالنسبة لهم لأنه يحول دون تعرضهم للخطر فالذين يحتمون به- بالايمان يجدون فيه الملجأ وبركة الحكمة العالية، ولذلك يقول "إن دخل بي أحد... يدخل ويخرج ويجد مرعى، (يو10: 9) وهو صخرة المؤمنين الذين يحتاجون إلى الحصن منيع لا يتزعزع. (1)

 وإذا قلنا "به" فذلك لان عون نفوسنا إنما يأتي منه ولكل عون يعطى يوجد لقب خاص نستعمله لكي نؤكد به النعمة، فعندما يختار لذاته نفسًا ويجعلها نقية بلالوم ولا غصن بل عذراء نقية بلا عيب (أف5: 29) يدعى في هذه الحالة "العريس" أما عندما يقبل النفس المنغمسة في الشرور والمثخنة بالجراح من جراء ضربات الشيطان الشريرة وعندما يشفيها من كل أثقال خطاياها فانه يدعى الطبيب، فهل يستدعى ذلك الاهتمام أن نحتقرة؟! أم يدفعنا إلى الدهشة من عظمة قوة المخلص ومحبته للبشر لأنه احتمل أن يتألم ويشترك معنا في أوجاعنا ونزل إلينا في ضعفنا؟! (2)

فهو ينير الذين في الظلام والذلك يدعى  النور الحقيقي (يو1: 9) وعندما يكافئ حسب الأعمال يدعى "الديان العادل" (2تي4: 8)، حسب ما قيل "الآب لا يدين أحدًا بل أعطى كل الدينونة للابن" (يو4: 22)، والذين يسقطون من قمة الحياة إلى الخطية يقيمهم من سقطتهم ولذلك يدعى "القيامة" (يو11: 25)، وهو يعمل هذا كله بلمسة من قوته بإرادته الصالحة التي تعمل كل الأشياء، فهو يرعى وينير ويغذى ويشفي ويدبر ويقيم، بل يدعو الموجودات التي لا وجود لها ويحفظ في البقاء كمخلوقات، ولذلك فان كل الصالحات التي تأتي من الله الآب تصلنا بالابن الذي يعمل كل هذا بقوة وفاعلية لا نستطيع أن ننطق بها إذ هي تفوق سرعة البرق ورمشة العين بل وسرعة تغيير أفكارنا . (3)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الروح القدس . للقديس باسيليوس الكبير . ترجمة د // جورج حبيب باباوي . إصدار مطرانية الغربيه . تقديم الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . الفصل الثامن . ص 83 – 84

2 - الروح القدس . الفصل الثامن . ص 85 , 86

3 - الروح القدس . الفصل الثامن . ص 87 , 88

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق