الخميس، 14 أغسطس 2014

من اقام يسوع المسيح من بين الاموات ؟

في الكثير من نصوص الكتاب المقدس (1) التي تتحدث عن قيامة المسيح من الاموات نجد ان الرسول ينسبها للآب . و نجد دائماً امامنا هذه الاسئله : من اقام المسيح ؟ هل قام بنفسه ام اقامه الآب ؟

ما سبب قول الرسل بأن الآب اقامه :

-    لان اليهود كثيراً ما اتهموه انه يدعي انه ابن الله مساوياً نفسه بالله ( يو 10 : 33 ) , ( مت 27 : 40 ) فكان هدف الرسل في الكرازه اثبات حقيقة بنوة المسيح للآب عن طريق ان الآب هو العامل في القيامه فقيامة المسيح فعل الهي يثبت طبيعته الالهيه التي هي نتاج بنوته الحقيقيه لله الآب .

-    لكي يؤكد الرسل علي ان الله واحد في العهدين القديم و الجديد فليس اله العهد القديم قاسي و اله العهد الجديد اله رحيم كما ادعي ماركيون (2) . بل ان الله هو واحد من جاء في العهد القديم مفرزاً شعباً خاصأ مدبراً للتجسد الالهي و هو نفسه إله العهد الجديد الذي بذل ذاته للفداء كأعظم عمل يُظهر محبه الله للبشريه , فالآب اقام الابن المتجسد من الاموات و اعطانا الروح القدس متمماً الفداء و متوجه بأعظم عطيه و هي سُكني الروح القدس في البشر .

- جاء ايضاً في نصوص الكتاب المقدس ان الإبن قام بقدرته الذاتيه مثل : أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍأُقِيمُهُ».20 فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟»21 وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. ( يو 2 : 19 - 21 ) , لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي". ( يو 10 : 18 )
هذه مجرد امثله لا حصر ..
و ايضاً الكتاب يخبرنا ان الروح القدس اقام المسيح و من هذه النصوص :  فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ، البار من أجل الأثمة ، لكي يقربنا إلى الله ، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح ( 1 بط 3 : 18 ) ,  وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِيأَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ. ( رو 8 : 11 )
فكما تحدث الرسل عن ان الآب اقام المسيح تحدثوا ايضاً انه قام بقدرته الذاتيه و اقامه ايضاً الروح القدس و ذلك لان الخلاص و الفداء بل و كل عمل الهي يحدث لنا هو من الآب بالابن في الروح القدس كما يقول العظيم اثناسيوس .

-    نحن لا نفصل اقانيم الثالوث فعمل الثالوث القدوس هو واحد فيقول القديس امبرسيوس : [ من يذكر اسم واحد من الاقانيم فقد ذكر الثالوث , فإذا ذكرت اسم المسيح فأنت ضمناً تشير الي الله الآب الذي به الإبن قد مُسحَ , و الإبن نفسه الذي مُسحَ , و الروح القدس الذي تمت به المسحه ... و إذا تكلمت عن الروح فأنت تذكر الله الآب الذي منه ينبثق الروح , و تذكر ايضاً اإبن لانه روح الإبن ] (3) فوحدة العمل و المشيئه و الاراده  و القدره في الثالوث القدوس جميعها واحده هذا غير ان الطبيعه الالهيه واحده و بسيطه غير مركبه من اجزاء , و لذلك فكل عمل يُنسب لاحد اقانيم الثالوث هو عمل الله بكامله و كماله لان الله غير مركب و غير مكون من اجزاء حتي ينسب لكل جزء عمل خاص به ..

- و لهذا ايضاً فقد قال المسيا ( فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. ... لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. ( يو 5 : 17 - 27 ) . و بهذه الكلمات اظهر السيد الوحده الكامله له مع الآب في القدره و العمل بل ان كل عمل يعمله ينسب الي الآب لان الآب الحال فيه هو الذي يعمله . و كل عمل يعمله الآب يُنسب إلي الابن لان مهما عمل الآب فالابن ايضاً يعمله بنفس القدره لان الطبيعه الالهيه واحده في المشيئه و الاراده و العمل و القدره . فإرادة الآب و الابن واحده و القدره واحده و الجوهر الالهي واحد لذلك ايضاً فكل عمل يعملونه هو عمل واحد صادر من الله بكماله .

شروحات بعض اباء الكنيسه :

 لنرى بالحقيقة أن الابن لا الآب مُقام من الأموات، إلا أن قيامة الابن هي من عمل كل من الآب والابن. إنها من عمل الآب، إذ كُتب: "لذلك رفَّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم" (في 2: 9). هكذا أقامه الآب إلى الحياة ثانية، رافعًا ومنقذًا إيّاه من الموت. هل أقام المسيح نفسه أيضًا؟ بالتأكيد فعل هذا، لأنه تحدث عن الهيكل كمثالٍ لجسده، قائلاً: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). فكما أن تركه للحياة يشير إلى آلامه، هكذا أخذه للحياة يشير إلى القيامة... من الواضح أن الآب أعاد له الحياة، إذ يقول المزمور: "أقمني فأجازيهم" (مز 41: 10). لكن لماذا تنتظرون منّي برهانًا على أن الابن قد أعاد الحياة لنفسه؟ دعوه يتحدّث بنفسه: "لي سلطان أن أضعها" (يو 10: 18)... إنه يقول: "لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا"، "ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي"، "لآخذها أيضًا" (يو 10: 17-18) .
القديس أغسطينوس (4)

"الذي بذل نفسه لأجل خطايانا" (غل 1: 4). هكذا يظهر لنا أن الخدمة التي يقوم بها يعدها بمحض اختياره، وليس قسرًا، مسلمًا ذاته بنفسه وليس عن اضطرار من غيره.
ليتنا لا نظن أن في قول يوحنا بأن الآب قد بذل ابنه الوحيد لأجلنا (يو 3: 16)، ما يحط من شأن عمل الابن الوحيد، أو أن الابن مجرد إنسان عادي... إنَّما قال بأن الآب أرسله، لا لأن عمل الابن أقل، إنَّما ليُظهر أن الآب رأى في هذا العمل صلاحًا، وكما يوضح ذلك الرسول بولس في النص "حسب إرادة الله وأبينا" (غل 1: 4). إذ لم يقل: "حسب أمر" بل "حسب إرادة". لأن هناك وحدة بين الآب والابن في الإرادة، إذ ما يريده الآب، يريده الابن.

يوحنا ذهبي الفم (5)

حب الآب هو نفسه حب الابن. فحب الابن دفع به أن يقدم ذاته عنَّا ويخلِّصنا بدمه (أف 5: 2). ونفس الحب هو للآب، إذ مكتوب: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16). لقد بذل الآب ابنه، وبذل الابن ذاته. لقد بذل الآب ذاك الذي يريد أن يبذل نفسه. لقد بذل ذاك الذي قدم ذاته للبذل... وموضوع الاختيار (أن الابن بذل ذاته) يُظهر وِحدة الحب الإلهي، فالآب بذل ابنه، والابن بذل ذاته.
لم يصنع الابن شيئًا بدون الآب، ولا حتى قدم ذاته لتلك الآلام الفائقة القداسة بغير إرادة الآب، ولا ليُذبح كفدية من أجل خلاص العالم كله (عب 10:10-12؛ يو 3: 16-17)، ولا قام من الأموات بدون إرادة الآب.

 القدِّيس أمبروسيوس (6)

لم يولد الآب من العذراء، إلا أن ميلاد الابن من عذراء كان عمل كل من الآب والابن.
لم يتألم الآب على الصليب، غير أن آلام الابن هو من عمل كل من الآب والابن.
إنكم ترون تمييزًا واضحًا بين الأقانيم مع عدم انفصال في العمل. لهذا لا نقول إن الآب يصنع شيئًا بدون الابن، أو الابن بدون الآب.
كلكم قد تجدون صعوبة بالنسبة للمعجزات التي صنعها يسوع، لئلا يكون قد صنع أمرًا لم يصنعه الآب.
أين إذن القول؟ "الآب الحال فيَّ، هو يعمل الأعمال" (يو 14: 10).

القدِّيس أغسطينوس (7)

إرادة الآب والابن واحدة، وعملهما غير منفصل. هكذا فإن التجسُّد والميلاد من عذراء، الذي يعني إرسال الابن جاء بواسطة الواحد، ويعمل الآب والابن بطريقة غير منظورة، بل ولا نستبعد الروح القدس من عملية التجسُّد، إذ قيل بوضوح: "قد وُجدَت حُبلى من الروح القدس".
القديس اغسطينوس (8)

إن كان ينسب قيامة المسيح للآب لا تضطربوا قط. فإنه ليس كما لو كان المسيح بلا سلطان عندما قال هذا، إذ هو نفسه يقول: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه" (يو 19 :2)، وأيضًا: "لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 18 :10). ويقول لوقا في سفر الأعمال: "الذين أراهم أيضًا نفسه حيًّا" (أع 3 :1). فلماذا يقول بولس ذلك؟ لأن كلا من أعمال الابن لحساب الآب، وأعمال الآب لحساب الابن. لذلك يقول: "لأنه مهما عمل ذاك، فهذا يعمله الابن كذلك" (يو19: 5) .
القدّيس يوحنا الذهبي الفم (9)

و عند القديس اثناسيوي فكل اعمال الله محكومه تماماً بعلاقة الاحتواء المتبادل بين الاقانيم و بالعمل الواحد غير المنفصل الذي لهم , فيقول :
بما ان الآب لا يكون قط بدون الابن كما ان الابن ايضاً لا يكون بدون الآب , فكل ما يصنعه الآب يتم بالابن و من خلاله , و كل ما يصنعه الابن يكون هو نفسه ما يصنعه الآب . (10)

فبسبب وحدة الجوهر و الطبيعه بين الآب و الابن ,  فإنه يوجد ايضاً وحدة في الفعل بينهما , فما يصنعه الآب يصنعه الابن , كما ان اعمال الإبن ينبغي ان يُنظر إليها علي انها اعمال الآب .
هيلاري اسقف بواتييه (11)

بهذا المعني علينا ان نفهم التمايز و الوحدانيه في الفعل الخلاق الذي للآب و للابن , و هو ليس للواحد دون الاخر علي الاطلاق , لان اي شئ يصنعه الآب يصنعه و هو في الإبن , و اي شئ يصنعه الإبن يصنعه و هو في الآب . ( فبينما يعطي الآب كل الاشياء للإبن , فهي لا تزال له في الإبن , و حينما تكون هذه الاشياء للإبن فإنها لا تزال للآب , لان لاهوت الابن هو لاهوت الآب , و لذلك الآب يحقق ضبطه لكل الاشياء و تدبيره الالهي بالابن * . و في الواقع لا يوجد شئ يجريه الآب إلا بالإبن# .
القديس اثناسيوس الرسولي (12)

لأنكم يجب أن تَنسبوا لله الكلمة حتى قبل تجسده، إذ هو ابن للآب، كل ما يليق بالله، أي المجد والحريّة التي لا تُقارن، ونفس القوّة التي للآب. لأنه بواسطة الكلمة صارت كل الأشياء التي لم تكن موجودة. لأن للآب والكلمة نفس الإرادة والعمل المُشتَرك كما هو واضح في كل ما كتب عنه موسى. لأن موسى كتب لنا كيف أن الله الأب قال للكلمة أي الابن الذي قد وُلِدَ منه والكائن معه "لنَخلِقْ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا"  لأن تعبير "لنخلق" لا يدل على أن المتكلّم هو واحد، بل على أكثر من واحد وأكثر من اثنين .
كيرلس السكندري . (13)

50 ـ ما هو الذي يكون للآب ولا يكون للابن؟، وما هو الذى للابن وليس هو للآب؟ وكما هو مكتوب، فإن: " الآب يُحيى مَن يشاء، والابن أيضًا يُحيى من يشاء" (يو21:5).  قل لى، مَنْ أحياه الابن والآب لم يُحيه، وإن كان الابن يُحيى من يشاء، وفِعل الآب والابن واحد، فأنت ترى أنه ليس الابن فقط يصنع مشيئة الآب، ولكن الآب أيضًا يفعل مشيئة الابن، لأن عملية الإحياء لا تتم إلاّ مِن خلال رغبة المسيح في الإحياء. ولكن فِعل المسيح هو مشيئة الآب، لذلك فمن يحييه الابن، فإنما يحييه بمشيئة الآب، لذلك فإن مشيئتهما هي واحدة..
51 ـ ومرة أخرى، ماذا كانت مشيئة الآب إلاّ أن يأتى المسيح إلى العالم وأن يُطهِّرنا من خطايانا؟ اسمع كلمات الأبرص: " إن شئت تقدر أن تطهرنى" (مت2:8)، وأجابه المسيح: " أريد"، وللوقت تبعت الصحة الإرادة. ألا ترى أن الابن هو سيد مشيئته الخاصة، وأن مشيئة المسيح هي نفسها مشيئة الآب. وإن كنتَ ترى حقًا أنه قال: " كل ما للآب هو لى"، فبالضرورة لم يستثنٍ شيئًا، ومِن ثمّ تكون للابن نفس المشيئة التى للآب.

امبرسيوس (14)

87 ـ ولكى تعرف أيضًا أن الآب كائن وأن الابن كائن وأن عمل الآب وعمل الابن هو واحد، أنصت لقول بولس الرسول: " والله نفسه أبونا وربنا يسوع المسيح يهدى طريقنا إليكم" (1تس11:3)، فمع أن اسم الآب والابن مذكوران، ولكن توجد وحدة فى اتجاه الهداية، وهذا بسبب وحدة السلطان. كما نقرأ فى موضع آخر: " وربنا نفسه يسوع المسيح والله وأبونا، الذى أحبنا وأعطانا عزاءً أبديًا ورجاءً صالحًا بالنعمة، يُعزى ويُثبِّت قلوبكم" (2تس16:2و17). كم هى كاملة تلك الوحدة التى يضعها الرسول أمامنا، حيث إنَّ ينبوع العزاء ليس متعددًا، وإنما هو واحد.
امبرسيوس (15)

لان الآب هو الحياه فقد استمد الإبن الحياه منه حسب الطبيعه مُظهراً بذلك جوهر الي ولده , و لانه هو في الآب و الآب هو بالكمال فيه , لهذا نقول ان الفعل هو فعل الآب و الابن و لهذا ايضاً فإن الابن و هو يشير الي ما يفعله الآب يفعله هو ايضاً , يوضح تماماً ان كل افعاله هي مساويه لافعال الآب و ذلك بسبب انه هو واحد مع الآب في الجوهر و هذا ما قاله لليهود ( يو 10 : 37 – 38 ) , و في موضع اخر قال لهم ( يو 24 : 10 ) ... إننا عندما نقول الآب فهذا يعني كل الطبيعه الالهيه و التي هي طبيعة الآب و الابن و الروح القدس المحيي .
كيرلس السكندري (16)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - و هذه بعض النصوص التي تحدثت عن الموضوع : "الذي أقامه الله ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكنُا أن يمسك منه" (أع 2: 24)."فيسوع هذا أقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك" (أع 2: 32)."ورئيس الحياة قتلتموه، الذي أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك" (أع 3: 15)."إذ أقام الله فتاه يسوع، أرسله يبارككم برد كل واحدٍ منكم عن شروره" (أع 3: 26)."فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل، أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله من الأموات، بذاك وقف هذا أمامكم صحيحًا" (أع 4: 10)."إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه، معلقين إياه على خشبة" (أع 5: 30)"هذا أقامه الله في اليوم الثالث، وأعطى أن يصير ظاهرًا" (أع 10: 40).

"ولكن الله أقامه من الأموات" (أع 13: 30)."إنه أقامه من الأموات، غير عتيد أن يعود أيضًا إلى فسادٍ، فهكذا قال إني سأعطيكم مراحم داود الصادقة" (أع 13: 34)."وأما الذي أقامه الله فلم يرَ فسادًا" (أع 13: 37)."بل من أجلنا نحن أيضًا الذين سيحسب لنا الذين نؤمن بمن أقام يسوع ربنا من الأموات. الذي اسلم من اجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 24-25)."وان كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنًا فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضًا بروحه الساكن فيكم" (رو 8: 11)."لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت" (رو 10: 9)."بولس رسول لا من الناس ولا بإنسانٍ، بل بيسوع المسيح، والله الآب الذي أقامه من الأموات" (غل 1: 1).
"ونوجد نحن أيضًا شهود زور لله، لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح، وهو لم يقمه، إن كان الموتى لا يقومون" (1 كو 15: 15)."الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات" (أف 1: 20).

2 -  والذي نادى بأن إله الناموس والأنبياء هو خالق الشرور الذي يبتهج بالحرب.. ولكن يسوع أشتق من الآب الذي هو فوق الإله الذي خلق  العالم، وجاء إلى اليهودية في زمن بيلاطس البنطي الحاكم الذي كان وكيلا لطيباريوس قيصر وظهر في شكل إنسان لأولئك الذين في اليهودية لاغيًا الناموس والأنبياء وكل أعمال ذلك الإله الذي خلق العالم، والذي يدعوه أيضا بخالق الكون. وبتر الإنجيل الذي بحسب لوقا، وأزال كل ما كتب فيما يختص بسلسلة نسب الرب، ووضع جانبًا كمًا كبيرًا من تعليم الرب الذي فيه يسجل أن الرب يعترف بأن خالق الكون هو أبوه. "وأزال من رسائل بولس الرسول كل ما يختص بكون الله هو خالق العالم وأنه أبو الرب يسوع المسيح. كما أزال الكتابات النبوية التي اقتبسها للإعلان عن مجيء الرب مقدمًا. ( راجع كتاب : ابوكريفا العهد الجديد كيف كتبت ؟ و لماذا رفضتها الكنيسه ؟ الجزء الاول للقمص عبد المسيح بسيط )

3 - الروح القدس - للقديس امبرسيوس اسقف ميلان . 1 : 12 : 14 .. npnf , second series , vol . x . p 99 .. الروح القدس كتابياً و ابائياً للراهب هرمينا البراموسي . ص 28

4 - الحب الالهي للاب تادرس يعقوب مالطي . ص  361 -   Sermon on N.T. lessons, 2:13.

5 - الحب الالهي . مرجع سابق .  ص 377

6 - الحب الالهي . مرجع سابق . ص  378

7 - الحب الالهي . مرجع سابق . ص  379

8 - الحب الالهي . مرجع سابق . ص  432 , 433

9 - الحب الالهي . مرجع سابق . ص  805 : 807  -   In 1 Corinth., hom. 17:2.

10 - الايمان بالثالوث في القرون الاولي . توماس . ف . تورانس , ترجمة د / عماد موريس , إصدار دار بناريون للنشر و التوزيع . ص 110 – con ar , 1 . 33 ; de decr ., 30 – 3

11 - الايمان بالثالوث في القرون الاولي . توماس . ف . تورانس , ترجمة د / عماد موريس , إصدار دار بناريون للنشر و التوزيع . ص 112 , de trin ., 7 . 17 , with refrence to john 5 . 17 – 22 . c . f . de trin ., 8 . 4

12 - الايمان بالثالوث في القرون الاولي . توماس . ف . تورانس , ترجمة د / عماد موريس , إصدار دار بناريون للنشر و التوزيع . ص 115 , * Athanasius , cn ar ., 3 . 36  , con ar ., 3 . 12  #

13 - حوار حول الثالوث الجزء الثالث .  ص 24

14 -  شرح الايمان المسيحي . الكتاب الثاني . فقره 50 , 51  . ص 106 , 107

15 -  المرجع السابق . ص 122

16 -  حوار حول الثالوث الجزء 4 , الحوار الخامس  . ص  49 , 52 .. مترجم عن pg vol 75  و  EIIE vol 8 p 402 ; 505  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق