الخميس، 14 أغسطس 2014

المرأه في المسيحيه .. رؤيه كتابيه و ابائيه

إن المرأه قد خُلقت ايضاً علي صورة الله مثل الرجل تماماً , إن طبيعتيهما متساويتان في كل شئ و فضائلهما ايضاً علي تساوي , و إن كانت هناك فروق ما فهي خارجيه لأن نفسيهما متساويتان
اثناسيوس (1)

وَقَالَ اللهُ: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ".‏٢٧فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.‏٢٨وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: "أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ".‏٢٩وَقَالَ اللهُ: "إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا.‏٣٠وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا". وَكَانَ كَذلِكَ.‏٣١وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. ( تك 1 : 26 - 31 )

خلق الله الصالح الانسان ذكراً و انثي دون تفرقة احدهما فأعطاهم نفس البركه و اخضع الخليقه لهما الاثنين ليحفظاها و ينتفعا بها معاً .. و لكن مع الاسف بمرور الوقت و نتيجة انتشار الشر في الانسان و الثقافات الوثنيه و سياسة البقاء للاقوي اُهجرت حقوق المرأه و تشوه معني وجودها حتي انحصر في خدمة اغراض الرجل و تربية الاطفال . و حتي في الكنيسه انتهت رتبة الشماسات و الارامل لفتره طويله جداً من الزمان و كأن المرأه ليست اهلاً للخدمه او ليست مستحقه لها , و هي التي اعطاها الله المشاعر القويه و الحب و الاحتواء و العطف و هو لا يوجد عند الرجل بنفس قوة وجوده عند المرأه . يقول الانبا يؤانس :  لم يكن تأثير المسيحيه قاصراً علي الرجال , بل تعداه إلي النساء لقد رفعت المسيحيه المرأه من مرتبتها الذليله التي كانت عليها في اليهوديه و الوثنيه , إلي مكانة ممتازه ذات اهميه , فأضحت وارثه لنفس الخلاص مع الرجل ( 1 بط 3 : 7 , غل 3 : 28 ) و فتحت لها افاقاً لأنبل الفضائل .
 لم يكن للمرأه وضع وسط , فإما الحبس الكامل الذي ينطوي علي الكسل و البلاده , و إما الإنطلاق في حياة الجسد و الخلاعه . لكن المسيحيه رفعت من قدرها و جعلتها عوناً للرجل .
(2)
 

في هذا الموضوع نعود الي فكر الله بحسب الكتاب المقدس و الكنيسه الاولي عن المرأه في النقاط الاتيه :

1 – المرأه في العهد القديم
2 – المرأه في حياة و خدمة المسيح
3 – خدمة المرأه في العصر الرسولي
4 – مساواة المرأه و الرجل في فكر الاباء



1 – المرأه في العهد القديم :

يبدأ العهد القديم بسفر التكوين الذي يظهر بداية خليقة الله و نري فيه كيف ان الله خلق الانسان ذكراً و انثي علي صورة الله , و ليس بلا سبب ذكر الله في التكوين كلمة ذكراً و انثي فكان من الممكن ان يكتفي فقط بكلمة انسان لتشمل الجنس البشري و مع ذلك فقد اورد الله ذكر الذكر و الانثي خصيصاً حتي يقطع كل شك حول كرامة المرأه في فكر الله . و يكمل سفر التكوين في خلق المرأه بتعبير ان المرأه معيناً للرجل و نظيره ففي الرجل و المرأه يتوحد الجنس البشري لان كلاهما يكتمل في الآخر و المرأه نظير الرجل و ليست ادني منه في اي شئ .
و بعد ذلك تأتي قصة السقوط و التي كان لآدم فيها من خطأ ما لحواء تماماً بل ان خطيته اعظم لانه نال التعليم الالهي قبلها و عاش في الجنه قبلها . وقد وعد الله ان الخلاص سيأتي من نسل المرأه  و العجيب ان ادم لم يلم حواء بل اعطاها هذا الاسم ( حواء = حياه = schavva  ) اعتزازاً بها و تمجيداً لها : ( و اما المرأه فهي مجد الرجل .. 1 كو 11 : 7 ) , و كأنما آدم يتحدي الموت عندما سمي إمرأته ( حياه , او ( حواء ) و صار له هذا الاسم عزاء و تذكار لوعد الله إن من نسلها يخرج من يحطم رأس الشيطان و يلغير عار سقطته . (3)

و بعد ذلك نجد في العهد القديم نساء كثيرات صرن قويات بالنعمه الالهيه و قمن باعمال خارقه . عندما رأت يهوديت المغبوطه ان مدينتها مُحاصره , طلبت من الشيوخ ان يسمحوا لها بالخروج إلي معسكر الغرباء . عرضت نفسها للخطر حباً في وطنها و شعبها المُحاصر , فأسلم الرب هولوفرنيس إلي يد إمرأه ( يهوديت 8 ) . ايضاً استير كاملة الإيمان عرضت نفسها لخطر لا يقل عن هذا من اجل خلاص الاسباط الاثني عشر من هلاك خطير . كانت تتضرع صامه متذلله امام الله الآبدي الذي يري الكل . و قد نظر إلي تواضع روحها , فخلص الشعب الذي قدمت نفها للخطر من اجل خلاصه . (4) اكليمندس الروماني .

إذ ان امرأه صارت قاضيه , إمرأه وضعت الجميع في إنضباط , إمرأه تنبأت , إمرأه انتصرت , و إذ اشتركت في صفوف القتال علمت الرجال ان يحاربوا تحت قيادة إمرأه . و لكن هذا سر , فهذه هي معركة الإيمان و إنتصار الكنيسه .(5) امبرسيوس اسقف ميلان .


كما نري ان الله تكلم مباشرة مع النساء فخاطب حواء ( تك 3 : 13 ) و تحدث إلي هاجر ( تك 16 : 8 ) كما خاطب ام شمشون ( قض 13 : 3 )
كما ان المرأه اشتركت في الجمه علي باب خيمة الاجتماع ( خر 38 : 8 )
و قد قادت اخت موسي الشعبفي موسيقي النصر ( خر 15 : 21 – 1 اخ 35 : 25 ) و النساء كنَّ يقمن بالغناء في بيت الرب ( 1 اخ 25 : 5 – 7 )
و كانت المرأه مطالبه بحفظ الشريعه ( يش 8 : 35 ) و في عصر القضاه اختيرت دبوره قاضيه ( قض 4 : 8 ) و قد كانت مهمة القضاء مهمه مدنيه دينيه . فلقد كانت مستشاره . كما قادت دبوره جيشاً لمحاربة باراق , و كانت إلي جانب ذلك نبيه . و كانت خلده النبيه مستشاره للقياده الروحيه و السياسيه ( 1 اخ 34 : 32 – 2 مل 22 : 14 ) . (6)


2 – المرأه في حياة و خدمة السيد المسيح :

تعامل السيد المسيح مع المرأه بطريقة تحدي بها عصره . دُهش التلاميذ إذ رآوه يتحدث مع السامريه علانية ( يو 4: 27 ) . و لم يبال السيد المسيح بأن تلمسه نازفة الدم التي كانت حسب الشريعة تُحسب دنسه ( مت 9 : 20 – 22 ) و سمح للمرأه الزانيه ان تقترب منه في بيت سمعان الفريسي ( لو : 7 : 37 ) . كما سامح الزانيه التي كانوا يريدون رجمها ( يو 8 : 11 ) .
انه لم يتردد عن التخلي عن حرفية الناموس الموسوي ليؤكد المساواه بين الرجل و المرأه في حقوقهما و واجبتهما بخصوص الرباط الزوجي ( مر 10 : 2 – 11 , مت 19 : 3 – 9 ) .
لم يكن في صحبته الاثني عشر تلمياً فقط , و إنما جماعة من النسوه ( لو 8 : 2 – 3 )
علي خلاف العقليه اليهوديه في ذلك الحين , قدم للمرآه امتياز ان تكون اول من يشهد لقيامته لدي تلاميذه ( مر 28 : 7 – 10 , لو 24 : 9 – 10 , يو 11 : 20 – 18 ) .
هذا و قد رفع من شأن المرأه بإختياره امرأه لتكون اماً له , يتجسد في احشائها و تلتصق في حياته , تفوق كل البشر و تسمو علي السمائيين .
كثيراً ما كرَّم المرأه في احاديثه و امثاله , فشبه ملكوت الله بخمس عذاري حكيمات ( مت 25 : 1 ) , كما شبهه بإمرأه اخذت خميره و وضعته في ثلاثة اكيال دقيق ( لو 13 : 21 ) ,و تحدث عن المرأه التي فرحت بوجود الدرهم المفقود ( لو 15 : 9 ) . كما اشار الي ملكة سبأ التي بحكمتها جائت تسمع حكمة سليمان ( مت 12 : 42 ) , و إلي امرأتين تطحنان و جاء عليهما يوم الرب العظيم ( لو 17 : 53 ) . (7)

فلم يمتنع الرب عن الحديث مع إمرأه , لكن كعادته منح حبه لجميع البشريه , و هو اعتني ان يُظهر بهذه الحادثه انه طالما يوجد خالق واحد فيتحتم ان لا يكون وقفاً علي الرجل فقط حتي ينال الحياه بالايمان . (8) القديس كيرلس السكندري

و نجد في إنجيل القديس لوقا انه يسرد روايات متوازيه تخص رجل و إمرأه معاً , لكي يؤكد علي وجودهما معاً , و أنهما متساويان امام الله بالنعم و العطايا و الواجبات , فعليس سبيل المثال :  زكريا و اليصابات (. 1 : 5 ) , سمعان و حنه ( 2 : 25 – 28 ) ارملة صيدا و نعمان السرياني ( 4 : 25 – 28 ) شفاء االممسوس و حماة بطرس ( 4 : 31 – 39 ) سمعان الفريسي و المرأه الخاطئه ( 7 : 36 – 50 ) الإنسان و حبة الخردل و خميرة المرأه ( 3 : 18 – 21 ) السامري الصالح و مريم و مرثا ( 10 : 29 – 42 ) الانسان و المائة خروف و المرأه و العشرة دراهم ( 15 : 1 – 10 ) القاضي الظالم و الارمله ( 18 – 1 : 14 ) النساء عند القبر و تلميذي عمواس ( 24 : 1 – 23 , 55 – 11 , 24  : 13 – 32 ) . (9)

و هكذا نجد في حياة المسيا إلي جانب العذراء يقدم لنا الإنجيل مجموعه كبيره من التلميذات و المُحبات إلتففن حول الرب و خُلِدت اسماؤهن .... من بينهن مريم زوجة كلوبا و سالومي ام يعقوب و يوحنا و مريم و مرثا و مريم المجدليه و المرأه الخاطئه التي غسلت قدمي الرب يسسوع بدموع توبتها و مسحتهما بشعر رأسها ... يضاف إليهن بعض النساء النبيلات هدمن ابن البشر بعواطفهن و اموالهن مدة حياته في الجسد التي عاشها في فقر علي الارض ( انظر مت 27 : 55 , مر 15 : 41 , لو 8 : 3 ) و اجتمعن اخيراً حول الصليب و كنَّ اول من ولجنَّ قبره فجر القيامه ( لو 24 : 1 – 10 ) . (10)

و قد تغني الكثير من الاباء بفضائل تلميذات الرب و منهم المجدليه التي قيل فيها :
( مريم المجدليه ) هذه التي كانت قبلاً خادمه للموت قد تحررت الان ... بخدمة صوت الملائكه القديسيين و بكونها اهول كارز بالاخبار الخاصه بسر القيامه المُبهج . (11) اكليمندس السكندري .

لقد فاق حب المجدليه محبة النساء الاخريات . كانت اول من رأي القبر , و يبدو كذلك انها طافت بالبستان و بحثت حول القبر عن الجسد , لانها ظنت ان الرب أُخذَ بعيداً .... ما اعظم الكرامه و المجد الابدي اللذان نالتهما مريم , لان المخلص يطلب منها ان تقوم بواجب البشاره لاخوته حامله لهم هذا الخبر الصار .. (12) كيرلس السكندري 
و بهذا صارت المجدليه مبشره الاثني عشر و كما يقول القديس هيبوليتس في شرحه لنشيد الانشاد ( رسولة الاثني عشر ) . و تكرمها كنيستنا القبطيه في ذكصولوجيه خاصه . ( 13 )
...

و بعد القيامه المجيده جائت إليه التلميذات اللائي تبعنه من البدايه فقال لهم ( سلام لكن ) , و عن هذه الكلمه التي قيلت بعد القيامه للنسوه يقول كيرلس عامود الدين :
إنها صادره من نفس الإله الذي أصدر الحكم باللعنه , و هي كلمه تعني أن الجنس النسائي قد نال البراءه من العار و كذلك بطلت اللعنه . (14) كيرلس السكندري .

المرأه التي خدمت الموت في القديم هي اُعتقت الان من ذنبها بالخدمه التي وصلت بصوت الملائكه القديسيين , و كذلك لانها صارت الاولي لانها اولاً عَلِمَت , و ثانياً لانها اخبرت بسر القيامه المجيد . لذلك فإن الجنس النسائي قد نال البرائه من العار و كذلك بطلت اللعنه , و ذلك لان الذي قال للمرأه في القديم ( بالوجع تلدين اولاداً . تك 3 : 16 ) هو الذي خلصها من البليه بأن قابلها في البستان و قال لها ( سلام .. مت 28 : 9 ) .(15) كيرلس السكندري


3 - خدمة المرأه في العصر الرسولي :

بعد صعود المسيح و إرسال الروح القدس تعمدت النساء و امتلأن من الروح القدس كما الرجل و جميعهم نالوا مواهب الروح الواحد معاً دون تفرقه و جالوا يكرزون و يبشرون بالكلمه ...

 و في فترة بين القيامه و حلول الروح القدس كانت اجتماعات الصلاه التي يعقدها الرسل في علية صهيون تواظب عليها النساء و العذراء مريم ( اع 1 : 14 ) , بل أن هذه العليه التي اصبحت اول كنيسه مسيحيه في العالم كانت في بيت إمرأه و هي مريم أُم يوحنا المُلقب مرقس و هو كاروز بلادنا (اع 12 : 12 ) , و منذ البدايه سُمِحَ للمرأه في حدود مُعينه ان تشترك في خدمة الكنيسه ( لان الرجل ليس من دون المرأه في الرب و لانه كما أن المراه هي من الرجل هكذا الرجل ايضاً هو بالمرأه ... 1 كو 1 : 11 – 12 ) . (16)

خارج اورشليم نقرأ عن طابيثا في يافا تلك التي كانت ممتلئه اعمالاً صالحه و إحسانات للفقراء و الارامل ( اع 9 : 36 ) , و بنات فيلبس المبشر الاربع اللائي كن يتنبأن في قيصريه ( اع 21 : 8 – 9 ) , و يحدثنا مار بولس في رسالته إلي اهل فيلبي عن افوديا و سنتيخي التين جاهدتا معه ي الانجيل ( في 4 : 2- 3 ) , و يشير مار بولس في رسالته إلي اهل روميه عن خدمة النساء في عاصمه الإمبراطوريه فيذكر مريم التي تعبت كثيراً و تريفينا و تريفوسا التاعبتين في الرب كما يذكر برسيس المحبوبه ( رو 16 : 6 – 12 ) , و في كنيسة كورنثوس وجدت اثنتان من أنشط نساء العصر الرسولي خدمة هما برسكيلا و فيبي , و قد خدمت الاولي مع زوجها اكيلا في افسس و روما و كورنثوس و قد اقام بولس في بيتهما في كورنثوس مدة إقامته الطويله هناك و يتحدث عنها بتقدير كبير فيقول : ( اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي ) ( رو 16 : 4 ) , اما فيبي فهي ايضاً من كنيسة كورنثوس و يذكرها القديس بولس في الرساله إلي روميه و هي نفسها كاتبة هذه الرساله ( اوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمه الكنيسه التي في كنخريا لكي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسيين لإنها صارت مساعده لكثيريين و لي انا ايضاً ) ( رو 16 : 1 -2 )  . (17)

ان الرسل الذين سلموا انفسهم إلي عمل الكرازه كما يليق بخدمتهم اخذوا معهم نسائهم , لكن لا كزوجات بل كأخوات , لكي يشتركن في الخدمه معهم ( سواء بسواء ) إنما في البيوت , للنساء اللائي يعشن في بيوتهن , و هكذا صار تعليم الرب يصل بواسطهن إلي اماكن النساء , دون ان يثير ذلك الشبهات .(18)اكليمندس السكندري .

و يشير بولس الرسول علي المرأه المؤمنه إن كان زوجها غير المؤمن لم يفارقها , فعلي المرأه هنا ان تبقي معه لان في هذا ربح عظيم . إذ تنصحه و تقنعه . لان لا يوجد معلم يقدر علي ذلك هكذا مثل المرأه .(19) فم الذهب .

4 - مساواة المرأه و الرجل في فكر الاباء :

واحده هي الفضيله عند الرجل و المرأه بما ان خلقهما أُحيط بشرف متساوٍ . اسمعوا سفر التكوين : ( خلق الله الانسان علي صورته , علي صروة الله خلقه , ذكراً و انثي خلقهم ) ( تك 1 : 27 ) . فبما ان طبيعتهما واحده , و لهما نفس الافعال , فمكافئتهما يجب ان تكون ايضاً واحده . 
(20 ) باسيليوس الكبير .


رأينا بأعيننا نساء وفتيات احتملن عذاب الاستشهاد الطاغية في زهرة شبابهن , عندما أُضيف وهن الحياه إلي ضعف جنسهن . (21) اوريجينوس .

الطبيعه واحده في كل فرد و كل منهما قادر علي ممارسة ذات الفضيله , ليس للمرأه طبيعه بشريه و للرجل طبيعه اُخري . كلاهما لهما ذات الطبيعه و ذات الفضيله . إن قلنا ان التعق و العق و الفضال المشابهه مذكر , يلزمنا البلوغ إلي النمتيجه ان الرجل يلزم ان يكون فاضلاً , و المرأه ان تكون مسرفه و ظالمه , لكن ها القول ذاته مشين , المرأه كالرجل يلزم ان تتعهد العاله و التعقل و كل الفضائل الاخري , سواء كانت حره ام امه , إذ توجد فضيله واحده مماثله للطبيعه الواحده المماثله .
(22) اكليمندس السكندري .

و بما انه لا يجوز ختان الإناث فهذا يبين ان الختان اُعطي كعلامه و ليس للتبرير , لان الله انعم علي النساء ايضاً ان يقمن بأعمال صالحه و فاضله , و من الواضح ان التكوين الجسدي للذكر يختلف عن التكوين الجسدي للانثي , و من الواضح ايضاً ان الشكل الجسدي لا يجعل اياً منهما صالحاً او شريراً . لان الانسان يُحكم عليه بحسب تقواه و صلاحه .  (23) يوستينوس الفيلسوف و الشهيد ..

و عن قول بولس الرسول الرجل رأس المرأه يقول ذهبي الفم :
إن كان الرجل هو رأس المرأه و الرأس مساوٍ للجسد في الجوهر , و رأس المسيح هو الله فالإبن مساوٍ للآب في الجوهر . (24)

بل ان طبيعة المرأه تتفوق احياناً كثيره علي طبيعة الرجل :

هل تستطيع طبيعة الرجال في وقت من الاوقات ان تدخل في منافسه مع طبيعة المرأه التي تقضي حياتها في معاناة الوان الحرمان . و هل يستطيع الرجل ان يقتفي اثرهن في التجلد علي الاصوام و الحراره في الصلاه و غزارة الدموع و الهمه في اعمال الخير . (25) باسيليوس الكبير .

إن جنس المرأه يجاهد بنفس قوية و شُجاعه , لذلك تُسجل أسماؤهن في قائمة المُجاهدات . و لا يُمكن إستبعادهنَّ بسبب ضعف اجسادهن , و هناك كثيرات من النساء تفوقن علي الرجال و نلن كرامة و شهره عظيمه , من هؤلاء من تألق في ميدان الاعتراف بالايمان و الفوز بإكليل الشهاده . و الذين تبعوا الرب في مجيئه ليس الرجال فقط , بل النساء ايضاً , و من الاثنين تكتمل ليتورجية الخلاص .
(26)  باسيليوس الكبير

و التمايز الجسدي بين الرجل و المرأه لا ينقص من فضيلة المرأه و كرامتها  :

نعم إن المسيحيه هي فلسفة نساء بقدر ما هي فلسفة رجال , لان المسيح له المجد قد جاء ليفتدي الناس جميعاً . ثم ما قيمة الجنس ؟ إنما رجال و نساء في هذا العالم فقط , اما في العالم الاخر فجميعنا ارواح قد تبررت بالفداء . فالجنس البشري يُلازمنا سنوات طالت او قَصُرت علي الارض , و اللاجنس سيلازمنا إلي الابد . فما قيمة هذه السنوات إذا قيست بالابديه .  (27) اكليمندس السكندري .

نحن لا نقصد بذلك طبعاً أن المرأه من حيث كونها إمرأه , يكون لها نفس طبع الرجل , فمن اللائق جداً ان يكون لكل من الجنسين ما يتميز به بحيث يكون احدهما مؤنثاً و الاخر مذكراً . فنحن نُقر إن من خاصية المرأه ان تحبل و تلد , و ذلك يختص بصفتها كإمرأه و لا يختص بكيانها البشري العام . و أما فيما ينعدم الإختلاف بين الرجل و المرأه فإنهما يعملان نفس العمل و يشعران بنفس الشعور . لذلك ففي المجال الذي تتساي فيه المرأه مع الرجل , اعني في مجال النفس , فإنها تصل إلي نفس الفضيله , و لكن في المجال الذي تختلف عنه , اعني بسبب صفاتها الجسديه , يكون من اختصاصها الحمل و التدبير المنزلي . (28) اكليمندس السكندري .

النساء ايضاً يدربون انفسهم بأنظمة جسديه لجهاد ضده , و وصل الضعف بالشيطان لدرجة ان النساء انفسهن اللواتي خُدعهنَ قديماً يهزأن به الان كميت و مُنحل القويّ . (29) اثناسيوس الرسولي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 -  المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 82 . athan . in verb . 1 , de hominis structure 1 , 22 – 23 , pg . 30 , 33 – 36


2 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . نيافة الانب يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 180 . de press ense vol , 1 p 388

3 - الاب متي المسكين . قصة الإنسان . ص 44

4 - الحب الالهي  . 133 .. 1 clement of rome  , 55 : 3 -6   

5 - الي الارامل فصل 8 : 50 .. التوبه ص 27 , 28 . إصدار المركز الاثوذكسي للدراسات الابائيه

6 - دور المرأه في الكنيسه و المجتمع . د . ق . صموئيل حبيب . ص 37 : 39

7 - الاب تادرس يعقوب . الحب الالهي . 132

8 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 87 . in loannem 2 , 5 ; pusey 1 , 287

9 - المسيح المُعلم . د.جورج عوض إبراهيم . ص 17

10 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 181

11 - الحب الالهي . 133 .. comm. On luke ch 24 

12 - تفسير انجيل القديس يوحنا للقديس كيرلس السكندري . اصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه  . يو 20 : 1 – 18

13 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 35

14 -  تفسير لو 24 : 9 للقديس كيرلس السكندري . إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه  – رؤيه مسيحيه نحو المرأه . أمير ملاك اديب . الشماس . 33

15 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 34 : كيرلس السكندري . عظه 154 . ص 755 تفسير انجيل القديس لوقا .

16 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 181

17 - الكنيسه المسيحيه في عصر الرسل . الانبا يؤانس اسقف الغربيه المتنيح . 226

18 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين . ص 30 . strom , iii , 6 , 53

19 - تفسير كورنثوس الاولي للقديس يوحنا ذهبي الفم . سلسلة كنوز مخطوطات دير البراموس للراهب اغسطينوس البراموسي . ( 1 كو 7 : 16 ) ص 52 .

20 - الحب الالهي . 133 .. hom in ps 1 , 6 : pg 29 : 215 d   

21 -  الحب الالهي . 133 .. in ludic hom 9 : 1   

22 -  الحب الالهي . 133 .. stromata 4 : 8

23 - الحوار مع تريفو فصل 23 ص 164 ... إصدار دار بناريون للنشر و التوزيع . ترجمة د : عماد موريس .

24 - فم الذهب . تفسير كورنثوس الاولي . سلسلة كنوز مخطوطات دير البراموس للراهب اغسطينوس البراموسي . ( 1 كو 11 : 3 ) ص 76

25 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . امير ملاك اديب الشماس . ص 51 . اسبيور جبور . المرأه في الكنيسه . ص 85

26 - رؤيه مسيحيه نحو المرأه . الشماس امير ملاك اديب . ص 54 , 55 --- الإنسان و غاية وجوده . مجموعه من الباحثين بالمركز الارثوذكسي للدراسات الابائيه . ص 81 -----مكانة المرأه في الخدمه الكنسيه و الحياه النسكيه ص 31 . للدكتور سعيد حكيم يعقوب .

27 - رؤيه مسيحيه نحو المراه . الشماس امير ملاك اديب . ص 57 .

28 - المرأه حقوقها و واجبتها في الحياه الاجتماعيه و الدينيه في الكنيسه الاولي . الاب متي المسكين .ص 56 . strom , iv , 59 , 4 – 60 , 1

29 - تجسد الكلمه فصل 27 : 3 . ص 57 . ترجمة د . جوزيف موريس فلتس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق