الخميس، 14 أغسطس 2014

لماذا لم يتزوج السيد المسيح و هل ناسوته مريض او عقيم ؟

الرب يسوع لم يكن الشخص الوحيد الذي عاش بدون زواج

فالكثير من العلماء و الفلاسفة عاشوا حياتهم بدون زواج و منهم ( باروخ سبينوزا - جان بول سارتر - فولتير - رينييه ديكارت - ايمانويل كانت - عباس محمود العقاد ..... و اخرين كثيرين )

و انبياء ايضاً من الكتاب المقدس في العهد القديم قبل مجئ الرب و العهد الجديد و منهم : ( هابيل - ملكي صادق - ايليا - اليشع - يوحنا المعمدان و مريم العذراء )
و بعد مجئ الرب يسوع صارت البتولية اسلوب حياة لكثير من الخدام و من يرغبون في الدخول الي عمق التأمل و العبادة و المعرفة الالهية حتي ان كل تلاميذ الرب يسوع لم يتزوجوا من اجل الخدمة ما عدا بطرس الذي كان متزوجاً قبل الدعوة .
و لم يكن في اي احد منهم عيب يمنعه من الزواج .

و لكن تختلف تعاليم السيد المسيح عن البتولية عن الفلاسفة و غيرهم .. فهم قد رفضوا الزواج اما لانهم اعتبروا الجسد و المادة شر و بالتالي فالزواج و انجاب بنين في هذه المادة شريره هو عمل خاطئ و منهم من اعتبر المرأة شر ( مثل نيتشه ) و منهم من لم يجد امرأة مناسبة ( كالعقاد الذي احب ثلاث مرات و لم يتزوج )

فيقول العلامة ترتليان (1) :
في نظر افلاطون الجسم سجن , اما في نظر بولس فهو هيكل الله لانه في المسيح .

و يقول القديس اغسطينوس (2) :
يلزمنا ان نقول و نؤكد ان العفة هي عطية من الله ( حك 8 : 21 ) فقد جاء في سفر الحكمة انه لا يمكن لاحد ان يكون عفيفاً ما لم يُعط له ذلك من قبل الله . فبالنسبة للعفة العُظمي و الممجدة بالاكثر , تلك التي فيها تربط النفس عن رباط الزيجة , يقول الرب ( ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذياُعطي لهم ) ( مت 19 : 11 ) .

كذلك العفة الزيجية , اذ لا يمكن حفظها ما لم يمتنع الانسان عن العلاقات الغير مشروعة . لهذا اعلن الرسول في حديثه عن الحياتين - الزواج و البتولية - ان العفة في كليهما هي عطية من الله , إذ يقول : ( لاني اريد ان يكون جميع الناس كما انا . لكن كل واحد له موهبته الخاصه من الله . الواحد هكذا و الاخر هكذا ) ( 1 كو 7 : 7 ) .


فالتعليم المسيحي عن العفه انها ليست الزاماً بل عطيه الهيه و ليست لان الزواج شر بل لاجل التمتع بالشركة و الاتحاد مع الله و البعد عن التزامات الحياة الزوجية من اجل العبادة او التفرغ للخدمة او التفرغ للبحث و الدراسة و التأمل في الالهيات .. و الحديث يطول عن البتولية

و يقول الكتاب :
- "فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ" ( 1 كو 7 : 32 )
- "إِذًا مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ." ( 1 كو 7 : 38 )

اما عن الرب يسوع المسيح فهو قد اتي ليكون اعظم مثال و طريق للحياة مع الله في تقوي بلا خطية و لذلك لم يتزوج لانه لم يكن يتحرق من الشهوة البشرية بل كان قدوساً فوق كل خطية و شهوة لم تستطع ان تنال منه
و ايضاً لان حياته كانت لهدف محدد و هو الخضوع للمشيئة الالهية و خدمة البشرية فمكتوب عنه :
- كان يجول يصنع خيراً و يشفي جميع المتسلط عليهم ابليس ( اع 10 : 38 )
- و كان يطوف في كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب ( مت 4 : 23 )
و غير كل ما سبق فحياة السيد المسيح علي الارض انتهت سريعاً فقد بدأ خدمته في عم الثلاثين و صلب و مات في عمر ثلاثة و ثلاثين تقريباً

و الغريب ان المسلم الذي سأل هذا السؤال هو جاهل بدينه لان النبي عيسي و النبي يحي بن زكريا لم يتزوجوا
فيقول القاضي عياض : (3)
اعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى بأنه حصور ليس كما قال بعضهم أنه كان هيوبا أو لا ذكر له بل قد أنكر هذا حذاق المفسرين ونقاد العلماء وقالوا هذه نقيصة وعيب ولا يليق بالأنبياء عليهم السلام وإنما معناه أنه معصوم من الذنوب أي لا يأتيها كأنه حصر عنها، وقيل مانعا نفسه من الشهوات، وقيل ليست له شهوة في النساء.
فقد بان لك من هذا أن عدم القدرة على النكاح نقص وإنما الفضل في كونها موجودة ثم قمعها إما بمجاهدة كعيسى عليه السلام أو بكفاية من الله تعالى كيحيى عليه السلام. اهـ.


و قال ابن ابي حاتم حديث كارثي هو اهانة للنبي يحي فيقول : (4)
حدثنا أبي حدثنا عيسى بن حماد زغبة ومحمد بن سلمة المرادي قالا حدثنا حجاج ، عن سلمان بن القمري ، عن الليث بن سعد ، عن محمد بن عجلان ، عن القعقاع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه ، إن شاء أو يرحمه ، إلا يحيى بن زكريا ، فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين " ، ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : " كان ذكره مثل هذه القذاة " ] .

فمن هو الذي يهين الانبياء و يتحدث في امور لا علاقة لها بدين او منطق او ستعبر بالبشرية الي حياة افضل و تظهر لهم المحبة الالهية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - البتولية عند القديس مار يعقوب السروجي . القمص تادرس يعقوب ملطي . ص 46


2 - العفة للقديس اغسطينوس . ص 19

3 - الحاوي في تفسير القرأن الكريم http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%...3&d829602&c&p1

4 - تفسير القرأن العظيم لابن كثير . http://library.islamweb.net/newlibra...k_no=49&ID=257

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق